أقوال الأئمة

الإمام ابن قيم الجوزية (المتوفى سنة :751)

3قال في "مدارج السالكين" (1/336): والصحيح: أن الحكم بغير ما أنزل الله يتناول الكفرين: الأصغر والأكبر بحسب حال الحاكم، فإنه إن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله في هذه الواقعة، وعدل عنه عصياناً، مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا كفر أصغر. وإن اعتقد أنه غير واجب، وأنه مُخيّر فيه، مع تيقُنه أنه حكم الله، فهذا كفر أكبر. إن جهله وأخطأه، فهذا مخطئ، له حكم المخطئين.

الحافظ ابن كثير (المتوفى سنة :774)

قال رحمه الله في "تفسير القرآن العظيم" (2/61): ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ لأنهم جحدوا حكم الله قصداً منهم وعناداً وعمداً، وقال ههنا: (فَأُوْلَـئِكَ هُم الظَّالِمُونَ) لأنهم لم ينصفوا المظلوم من الظالم في الأمر الذي أمر الله بالعدل والتسوية بين الجميع فيه، فخالفوا وظلموا وتعدوا".
الإمام ابن أبي العز الحنفي (المتوفى سنة : 791)

قال في "شرح الطحاوية" ( ص 323): وهنا أمر يجب أن يتفطن له، وهو: أن الحكم بغير ما أنزل الله قد يكون كفراً ينقل عن الملة، وقد يكون معصية: كبيرة أو صغيرة، ويكون كفراً: أما مجازاً؛ وإما كفراً أصغر، على القولين المذكورين. وذلك بحسب حال الحاكم: فإنه إن اعتقد أن الحكم بما أنزل الله غير واجب، وأنه مخير فيه، أو استهان به مع تيقنه أنه حكم الله؛ فهذا أكبر. وإن اعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله، وعلمه في هذه الواقعه، وعدل عنه مع اعترافه بأنه مستحق للعقوبة؛ فهذا عاص، ويسمى كافراً كفراً مجازيا، أو كفراً أصغر. وإن جهل حكم الله فيها مع بذل جهده واستفراغ وسعه في معرفة الحكم وأخطأه؛ فهذا مخطئ، له أجر على اجتهاده، وخطؤه مغفور.
العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ (المتوفى سنة : 1293)

قال في "منهاج التأسيس" ( ص 71): وإنما يحرُم إذا كان المستند إلى الشريعة باطلة تخالف الكتاب والسنة، كأحكام اليونان والإفرنج والتتر، وقوانينهم التي مصدرها آراؤهم وأهوائهم، وكذلك البادية وعادتهم الجارية... فمن استحل الحكم بهذا في الدماء أو غيرها؛ فهو كافر، قال تعالى : ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ ... وهذه الآية ذكر فيها بعض المفسرين: أن الكفر المراد هنا: كفر دون الكفر الأكبر؛ لأنهم فهموا أنها تتناول من حكم بغير ما أنزل الله، وهو غير مستحل لذلك، لكنهم لا ينازعون في عمومها للمستحل، وأن كفره مخرج عن الملة".
العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي (المتوفى سنة : 1307)

قال في "تيسير الكريم الرحمن" (2/296-297): " فالحكم بغير ما أنزل الله من أعمال أهل الكفر، وقد يكون كفرً ينقل عن الملة، وذلك إذا اعتقد حله وجوازه، وقد يكون كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أعمال الكفر قد استحق من فعله العذاب الشديد .. ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ قال ابن عباس: كفر دون كفر، وظلم دون ظلم، وفسق دون فسق، فهو ظلم أكبر عند استحلاله، وعظيمة كبيرة عند فعله غير مستحل له".
العلامة صديق حسن خان القنوجي (المتوفى سنة : 1307)

قال في "الدين الخالص" (3/305): "الآية الكريمة الشريفة تنادي عليهم بالكفر، وتتناول كل من لم يحكم بما أنزل الله، أللهم إلا أن يكون الإكراه لمهم عذراً في ذلك، أو يعتبر الاستخفاف أو الاستحلال؛ لأن هذه القيود إذا لم تعتبر فيهم، لا يكون أحد منهم ناجياً من الكفر والنار أبداً".
سماحة الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم آل الشيخ (المتوفى سنة : 1389)

قال في "مجموع الفتاوى" (1/80) له:"وكذلك تحقيق معنى محمد رسول الله: من تحكيم شريعته، والتقيد بها، ونبذ ما خالفها من القوانين والأوضاع وسائر الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي من حكم بها [يعني القوانين الوضعية] أو حاكم إليها؛ معتقداً صحة ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر الناقل عن الملة، فإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملّة". العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (المتوفى سنة : 1393)

قال في "أضواء البيان" (2/104):" واعلم: أن تحرير المقال في هذا البحث: أن الكفر والظلم والفسق، كل واحد منها أطلق في الشرع مراداً به المعصية تارة، والكفر المخرج من الملة أخرى: ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ﴾ معارضاً للرسل، وإبطالاً لأحكام الله؛ فظلمه وفسقه وكفره كلها مخرج من الملة. ﴿ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ ﴾ معتقداً أنه مرتكب حراماً، فاعل قبيحاً، فكفره وظلمه وفسقه غير مخرج من الملة".

بعد هذا السرد لاقوال طائفة من علمائنا نورد لكم مبحثا عن الاستحلال....
معنى الإستحلال ......
ولتفصيل القول في هذه الشبهة التي قد طغت على كثير من الناس نقول وبالله التوفيق :
إن الاستحلال كما يتم بالقول يتم بالمواقعـة لما حرم الله مع العلم ، وهذا هو الأصل في المعنى اللغوي كما قال الرسول ÷( ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته فيقول بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه حلالا استحللناه وما وجدنا فيه حراما حرمناه وإن ما حرم رسول الله كما حرم الله) [رواه الترمذي وأحمد عن المقدام بن معد كرب]
وكقول الأعرابي للرسول ÷ (أرأيت إذا صليت الصلوات المكتوبات وصمت رمضان وحرمت الحرام وأحللت الحلال ولم أزد على ذلك شيئاً أفأدخل الجنة ؟ قال نعم ) رواه مسلم عن جابر بن عبد الله ......
وعند قوله أرأيت لو أني أحللت الحلال وحرمت الحرام أأدخل الجنة ..؟ قال ÷ : ( نعم )
ليس المقصود بذلك هو التلفظ أن تقول للواجب واجب وللحرام حرام , بدون تنفيذ لأمر الله , ولو كان مجرد الاعتراف أنه مقطوع له بالجنة وهذا خلاف لشرع الله من حيث أنه أوجب النار للعصاة ومن هنا يتضح لنا أنه ليس مجرد الإعتراف وإنما هو بمعنى لو أني أديت الواجب الذي أمرني الله به وانتهيت عن المحرم الذي نـهاني الله عنه) أكون قد أحللت الحلال وحرمت الحرام وبذلك أكون من أهل الجنة ،
فدل ذلك أن من لم يؤد الواجب الذي أمره الله وينتهي عن المحرم الذي حرمه الله عليه ، يكون قد استحل الحرام وحرم الحلال , ..
وكذا قولهم ( بيننا وبينكم كتاب الله ما وجدنا فيه حلالا أحللناه وما وجدنا فيه حراماً حرمناه ) ...فالتحليل هنا بمعنى الأداء والتحريم بمعنى الابتعاد ..
فمن هنا يتضح لنا أن الاستحلال يكون بالمواقعة لما حرم الله ..
روى الطبري في تفسيره جـ 5 صـ 348 : أن قريشاً تقول استحل محمد وأصحابه الشهر الحرام فسفكوا به الدم الحرام .. بمعنى أنـهم تعدوا الحدود الممنوعة ، وجاءت الآيات تبين ذلك المعنى قال تعالى]إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ[ (التوبة:37)
فهم يعلمون أن القتال حرام في الأشهر الحرم ولكنهم يحتالون لذلك التحريم ويؤخرون تلكم الأشهر إلى أشهر أخرى إتباعا لأهواءهم ، فسمى سبحانه ذلك تحليلاً لما حرم الله..
فيتم ذلك المعنى أن الاستحلال يتم بمجرد المخالفة لأمر الله مع العلم بتحريمه ، إذ أن الله سمى فعل المشركين لماّ قاتلوا في الأشهر الحرم استحلالا متغافلين عن حكم الله ...
وأمّا من أستحله وهو لا يعـلم بتحريم الله فلا يؤاخذ أصلاً ومن باب أولى لا ينطبق عليه الحكم الوارد في الآيات ...
وقال ÷ ( ما آمن بالقرآن من استحل محارمه ) رواه الترمذي جـ5 صـ180عن صهيب بمعنى من انتهك محارمه ..
وقال تعالى ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً ﴾ المائدة : 2
لا تحلوا بمعنى لا تنتهكوا شعائر الله ...
فإذا كانت حجتكم أن الكفر شرطه الاستحلال لما حرم الله ...
ففي هذه الأدلة بيان واضح أن الاستحلال يتم بتعدي الحدود أو انتهاك الممنوع ..
وروى البخاري أن النبي ÷ قال ( ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .. ) يستحلون أي ينتهكون هذه المحارم قولاً وفعلاً ..
وهذا عبد الله بن الزبير ينادي بأعلى صوته بعد أن علم بموت يزيد بن معاوية عندما كان جيشه يرمي بالمنجنيق إلى الكعبة المشرفة حتى خربوها ،قال يا أهل الشام يامحرقي بيت الله يامستحلي ما حرم الله على ما تقاتلون وقد مات طاغيتكم ... الإمامة والسياسة لابن قتيبة صـ 235
فقد سمى عملهم استحلال وليس ذلك إلاّ عصياناً وهو من صميم العرب ...
فهذا الاستحلال لغة وشرعاً

زفيك بارك الله
شكراا على مرركم بالموضوع

الله يعطيك العافية
مشكووووور اخي على الموضوع

شكرااا على
مروركم بالموضوع

بارك الله فيك أخي على هذا الموضوع
شكراااا
وجزاك الله كل خير

شكراااا
على مروركم بالموضوع
و بارك الله فيكم

مشكوووووووور علي ذلك الموضوع الجميل