التقدم لخطبة العروس.
هناك عادات كثيرة لخطبة العروس فهي ليست مجرد مناسبة عابرة، وخصوصا بالنسبة
لأهالي تونس الذين من أهم عادتهم الأولية في الخطبة أن يسأل كبير عائلة
العريس كبير عائلة العروس لخطبة كريمتهم فان وافق يجتمع جميع أهالي العريس
ويزورون بيت العروس في موعد قد حدد بين الطرفين فيجدون جميع أهل العروس في
انتظارهم وتسمى هذه الليلة (صلة التعارف) وذلك لأن العائلتين يتعرفان فيها
عن بعضهما البعض ويخطبان الفتاة في نفس الوقت، وذلك بترديد جملة مشهورة
وهي"جيناكم خاطبين راغبين في بنت الحسب والنسب" فان قبلت الفتاة يرجع أهالي
العريس الليلة الموالية هم وجميع من يقربهم وأيضا معهم (شيخ الجامع) أي
إمام المسجد حسب اللغة المحلية وذلك لقراءة الفاتحة والدعاء للخطبين بالخير
وتكليل خطبتهما هذه بالزواج ويسمى هذا اليوم (قريان الفاتحة) .وهنا لم
تنتهي بعد مراسم الخطبة ففي الليلة الموالية يتم إحظار بعض الهدايا للعروس
كالملابس والعطور وأدوات التجميل والحلوبات وكعكة الخطبة المكونة من خمس
إلى سبع طوابق مع (صيغة العروسة)وهي عبارة عن خاتم الخطبة وعقد من ذهب،
وبالطبع كل حسب قدرته مع إقامة حفلة كبيرة تتمازج فيها ألوان الرقص والغناء
من كلا العائلتين ، وبذلك تنتهي مراسم الخطبة لتبدأ مرحلة التجهيز لحفلة
الزواج بشراء جهاز العروس وحجز القاعة التي سيقام فيها العرس، ولكن برأي أن
بعض من عادات الخطبة يجب إلغائها أو التقليل منها لما فيها من إسراف ونفي
لما قاله الله تعالى :"ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين وكان الشيطان لربه
كفورا".
حفلات الزواج:
من الممكن أن يستغرب البعض عن سبب إبدالي كلمة حفلة ب(حفلات) السبب بسيط
ففي تونس يستمر العرس ثلاث أيام متتالية كل يوم وتسميته وكل يوم وعاداته
وهي مختلفة في بيت العريس عن بيت العروس..
اليوم الأول(نهار الحمام والحنة الصغيرة) وهو يوم تذهب فيه العروس
وصديقاتها وأهل العريس من النساء إلى الحمام المغربي ((:وهو مبنى يوجد في
كل منطقة تقريبا يستحم فيه الناس بماء البئر بعد تسخينه وحرارة هذا المبنى
مرتفعة من الداخل)).ليستحموا حمام العرس وبعد الانتهاء تلبس العروس
التخليلة( وهي لبس تونسي تقليدي يتكون من قطعة قماش حمراء اللون تقريبا
مخططة تلف بطريقة خاصة يلبس تحتها قميص أبيض اللون مطرز تطريز خاص وسروال
أبيض واسع مطرز أيضا).
بعد ذلك تذهب العروس إلى بيتها لتنتظرها حفلة (الحنة الصغيرة)ترقص فيها
الفتيات وتغني وبعض الأحيان تغني في هذه الليلة فرقة غنائية تعرف بالسلامية
(وهم مجموعة من الرجال ينشدون الأغاني الدينية التونسية أو الصوفية ) ثم
تحني الفتيات للعروس يديها ورجليها وتحنى أيضا الفتيات غير متزوجات مع
العروس.
اليوم الثاني (نهار كتبان الصداق والحنة الكبيرة )في صباح اليوم الثاني
يعقد العروسين قرانهما فيصبحان زوجين أمام الله وعباده .ويحضر هذا اليوم
عدول العقد والشخصيات الدينية المعروفة في تلك المنطقة. فتتلى خطبة ويقع
القبول والإيجاب ويبخر المكان ويرش الحاضرون بالطيب وتوزع عليهم كؤوس
الشربات ويقف أبو العريس والعروس ويتقبلان التهاني. وفي المساء تبدأ حفلة
الحنة الكبيرة وتسمى (اللوطية) في الساحل التونسي وفي هذا اليوم تلبس
العروس لباس ذهبي اللون جميع أجزائه مطرزة بالعقيق مما يجعله ثقيلا أي ما
يقابل 30 كجم، وتقوم على تلبيس العروس وتزيينها ومساعدتها على المشي امرأة
تسمى (الماشطة) وعند وصول العروس إلى المنصة يكشف عن وجهها الذي كان قد غطي
بوشاح مطرز، وبعد ذلك تلف العروس حول نفسها سبع مرات يبطئ وذلك ليرى
الحضور زينتها وفي أثناء دورانها تقوم امرأة تسمى (العشاقة) بمدح الرسول
صلى الله عليه وسلم ومدح جمال العروس وأخلاقها. وفي وقت المغرب يحضر أهالي
العريس لمشاركة العروس فرحتها لأخر الحفلة.وفي آخر الحفلة يحضر مجموعة من
الشباب (العراسة)لأخذ حنة العريس من أهل العروس ولكن بشرط أن تسلم الحنة
فتاة غير متزوجة وأن لا تعطيهم الحنة إلا بمبلغ يعطى لهذه الفتى تقدره هي
من قبل أهل العريس.بعد ذلك تبدأ حفلة أخرة ولكن في بيت العريس تكون لأصحابه
وذلك ليحني العريس نصف إصبعه الأصغر وبعد يكون وقت ذبح المواشي لاطعام
الحضور في اليوم التالي وارسال( قصعة العروسة) .
اليوم الثالث (نهار الزهاز والمرواح )في صباح هذا اليوم تتلقى العروس
(قصعة) وهو طبق كبير يحتوي على الكسكسى وهي الأكلة المشهور بها أهالي تونس
تحتوي على مئة بيضة و مئة قطعة من اللحم توزعها العروس على أهلها وجيرانها
والفقراء. وفي الظهيرة يذهب أهل العريس بسيارات كثيرة وذلك لإحضار جهاز
العروس إلى بيت زوجها وقبل إحضاره يتجولون في كامل المدينة بسياراتهم لعرض
الجهاز، وفي الليل تكون نهاية هذه الرحلة وهو (المرواح ) وهو يوم تزف فيه
العروس من قبل أهلها إلى بيت زوجها وبعد انتهاء الحفلة يرجع أهل العروس إلى
بيتهم والشموع المضيئة بأيديهم وهم يغنون الأغاني التونسية وذلك تنتهي
حفلات الزواج، و لربما يدور في رأس البعض عن جمال هذه العادات ولكن برأيي
أنها مطولة ومكلفة بعض الشيء لذلك تجد هم شباب تونس الوحيد عن مصدر حصولهم
على الأموال التي يحتاجونها لإتمام نصف دينهم.
عادات التونسيين في المواسم :
عاداتهم في يوم عاشوراء : لعاشوراء في تونس نكهة خاصة فبالرغم من قلة عدد
الشيعة في هذا البلد إلا أنه يحتفل بهذا اليوم كعادة وليس كعبادة" فيتم في
هذا اليوم توزيع الصدقات على الأقارب والأهل واليتامى والمساكين ومن
العادات الأخرة في هذا اليوم ذبح الدجاج وتفريح الصبيان بشراء الطبول لهم
وإطلاق البارود وزيارة النسوة إلى القبور" أما العادات الغريبة في هذا
اليوم التي اندثرت في الوقت الحالي مع التطور بالرغم من تمسك كبار السن بها
أن" لا يغزل النساء ولا يغسلن الثياب ولا يخطبن ولا يحنين بالحناء ولا تقع
فيه الأعراس" دون معرفة سبب هذه العادة أو لماذا هم يفعلون ذلك سوى أنهم
رأوا أجدادهم يفعلون كل تلك الأمور.
عاداتهم في رأس السنة الهجرية والميلادية :
تسمى ليلة رأس السنة الهجرية ب((رأس العام))باللغة المحلية أما لقبها فهو
(ليلة العجوزة والعجوز) ومن عاداتهم أنهم يطبخون الكسكسي بالقديد والفول
ويتبادلونه بين بعضهم البعض وينفق على العيال ويتبادل الأهالي الزيارات
ويذهب الرجال إلى المساجد ليستمعوا إلى قصة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم
وما عاناه في تلك الهجرة.
أما في رأس السنة الميلادية فإنهم يطبخون الملوخية الخضراء وذلك لتكون السنة القادمة خضراء أي خالية من المشاكل
والمصائب وهذا بإذن الله طبعا وفي رواية أخرى أن التونسيين يطبخون الملوخية
لتبقى تونس خضراء وذلك بأن ينعم الله عليهم بالمطر،" وفي القديم كان
التونسيون يكتبون أية (قل لن يصيبنا ألا ما كتب الله لنا هو مولانا)
ويعلقونها على أبواب بيوتهم وذلك لمنع العقرب والحشرات المسمومة من دخول
البيت في تلك السنة".