إن ما تشعرون به من الألم هو انكسار الشرة التي تغلف إدراككم.
وكما أن قشرة النواة الصلدة يجب أن تحطم تحطم الآلام قشوركم قبل أن تعرفوا معنى الحياة.
لأنكم لو استطعتم أن تعيروا عجائب حياتكم اليومية حقها من التأمل والتفكير، لما كنتم ترون آلامكم أقل غرابة من أفراحكم.
بل كنتم تتقبلون فصول قلوبكم، كما قد قبلتم في مدى حياتكم الفصول التي مرت على حقولكم.
وهذا الكثير من آلامكم هو الجرعة الشديدة المرارة التي بواسطتها يشفي الطبيب الحكيم الساهر في أعماقكم أسقام نفوسكم المريضة.
لذلك آمنوا بطبيب نفوسكم وثقوا بما يصفه لكم من الدواء الشافي، وتناولوا جرعته المُرة بسكينة وطمأنينة.
لأن يمينه، وإن بدت لكم ثقيلة قاسية، فهي تتحرك مقودة بيد غير المنظور اللطيفة.
والكأس التي يقدمها إليكم، وإن أحرقت شفاهكم، فهي مصنوعة من الطين الذي جلبته يدا الخزاف الأزلي بدموعه المقدسة.
لـِ جبران خليل جبران